تحضير درس مواقف من حياة سيدنا محمد ﷺ للسنة الرابعة متوسط

موقف لخاتم الأنبياء محمد ﷺ

جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى البشرية ليطهر النفوس من الأخلاق الرديئة ويحثها على الأخلاق الحسنة، ومن بين هذه الأخلاق الفاضلة الرفق، الذي يمثل الخلق الرفيع الذي يتجلى في السلوك.

ورد عنه صلى الله عليه وسلم في الرفق قوله: “إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله”، وهذا الحديث متفق عليه.

من المواقف التي تجسدت فيها الرفق في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: الرفق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “دخل أعرابي إلى المسجد فبال، فأراد الناس أن يصيبوه بأيديهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “دعوه، واسقوا عليه بوله، أو ضعوا له زنبورًا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين” رواه البخاري.

هذا الموقف يعكس الرفق الذي كان يتحلى به النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الناس، حيث دعا إلى التعامل بالرفق واللطف حتى في النصح والتوجيه.

موقف النبي ﷺ مع ابي بكر في غار ثور

في غار ثور، كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنهما يختبئان لتمويه الكفار الذين كانوا يلاحقونهم. كانت هذه اللحظة من أبرز المواقف التي تبرز فيها الثقة العمياء لأبي بكر في النبي وفي قدرته على حمايتهما. في تلك اللحظة الحرجة، قال أبو بكر للنبي: “لو نظر أحدهم تحت قدمه لرأى”، ليرد النبي بثقة: “ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟”. هذا الموقف يظهر الإيمان القوي والثقة المطلقة التي كانت تميز صحبة النبي وكيف كانوا يعتمدون على الله في كل شأن من شؤونهم.

الإذن بالهجرة

عندما تصاعدت الضغوط على المسلمين في مكة، أذن النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة، وظل ينتظر الإذن للرحيل.

التآمر على قتل النبي

عندما علمت قريش بخطة المسلمين للهجرة، خافوا من فقدان سيطرتهم على النبي، فاتفقوا على قتله بمكيدة لا تُحتمل لقبيلة بني هاشم.

بداية هجرة النبي

تجمعت فتيان قريش لقتل النبي، ولكنه خرج من بينهم متجاوزًا صفوفهم ويحث الطين على رؤوسهم، وهو يتلو آية تقول: “وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون”، ثم توجه مع أبي بكر إلى غار ثور جنوب مكة للتمويه.

غار ثور وأحداثه

في غار ثور، وصل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر، حيث سبق أبو بكر إلى الغار وسد ثغوره وبق شقان فسدهما برجله. بعد ذلك، طلب النبي من أبي بكر الدخول، وعندما دخل النبي الغار وضع رأسه على حجر أبي بكر ونام. في الصباح الباكر، بدأ المشركون بالبحث عن النبي في كل طريق بعد أن فقدوه في مكة، وبحثوا حتى في جبالها ووصلوا إلى غار ثور.

أبو بكر ذكر أنه همس في وقتها إلى النبي قائلاً: “لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا”. فرد عليه النبي بثقة وتوكل على الله، قائلاً: “ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما”.

النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بقوا في الغار ثلاث ليالٍ حتى توقف البحث عنهما، وكانا يترددان في الحذر والترقب. عبد الله بن أبي بكر كان يتجول حول الغار يخبرهما بتطور الأحداث في مكة، في حين كانت أسماء أخت أبي بكر تزودهما بالطعام والمؤونة.

غار ثور يبعد عن مكة بحوالي أربعة كيلومترات، وهو عبارة عن فجوة داخل جبل النور أو جبل الإسلام، ولا تسع لأكثر من خمسة أشخاص. يصعب الوصول إليه، حيث يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر حوالي 760 مترًا.

الخروج من الغار

عندما انقطع البحث عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر في الغار، خرجا منه متجهين إلى المدينة. كان لديهما دليل الطريق الذي تواعدا عليه قبل الخروج ليجتمعا به بعد ثلاث ليالٍ. بعد مسافة سفر دامت ثمانية أيام، وصل الرسول إلى المدينة ليبدأ فيها فترة بناء العقول، من خلال توظيف القيم والأخلاق وتفعيلهما.

الدروس والعبر من حياة سيدنا محمد ﷺ

• دعوة الإنسان إلى الله تتطلب الصبر والثقة في الله، وقد تكون مليئة بالتحديات والصعوبات.
• الايمان والثقة بالله والصبر في الدعوة إليه هما مفتاح النجاح والتمكين.
• الابتلاءات هي امتحان من الله لعباده المؤمنين ليظهروا أعمالهم الصالحة.
• نجاح الأعمال يتوقف على التوكل على الله واستخدام الوسائل المناسبة.
• الصحبة الصالحة تشكل أساسًا هامًا في تكوين الشخصية واتباع المبادئ الصحيحة.
• أولوا العزم من الرسل كانوا مصابين بأعظم الابتلاءات، ولكنهم صبروا وثبتوا ونالوا النجاح.