تحضير نص في انتظار أمين للسنة الاولى متوسط الجيل الثاني
تقرأ في هذا الموضوع
تحضير نص في انتظار أمين
نص فهم المنطوق في انتظار أمين
جلست على حشيّتها أمام الموقد تنكت النار بالملقط، مصوّبة إلى الجمرات الملتمعة بين يديها نظرات عميقة. ثم تناولت الصّنارتين وقميصا من الصّوف الأبيض كانت قد بدأت نسجه….
وأحسّت بالحنان يغمر قلبها لمّا نظرت الى هذا القميص ؛ ولدها ما يزال يذكرها، ما يزال يحبّها بالرّغم من زواجه وَابتعاده عنها.
وأدغشت الدنيا فنهضت الأمّ وأشعلت القنديل كانت قد ذبحت، إكراما لزيارة أمين ديكَ دجاجاتها. اللّيلة ليلة عيد، وأمين لا يأتي إلى القرية كلّ يوم.
تقدم اللّيل، يجب أن تكون السّاعة متجاوزةً السّابعة؛ وأمين وزوجته لم يصلا بعد.ترى لماذا تأخّر ؟ بيروت لا تبعد أكثر من ساعة في السَّيَارة التي تنهب الأرض نهبا، هل انقلبت بهما السَّيَارة ؟ أو تكون امرأته حملته على قضاء ليلة العيد في المدينة بين صواحيها ؟ تكون قد قالت له: «القرية ! الجبل ! هل تريد أن نضيع ليلتنا هذه إكرامًا لأمّك؟ » هل أصْغَى إليها واقتنع منها ولم يرحم أمَّهُ ؟
لا،لا، إنّه يؤكّد في رسالته التي قرأتها لها بنتُ جارتها ثلاث مرّات ؛ يؤكّد أنّه سيجيء وأنّه مشتاقٌ إليها، وكانت الرّسالة في صدرها ؛ فتناولتها وفتحتها وطفقت تجيل فيها نظراتها –وقد أمسكتها مقلوبةً – فتقف عيناها على السطور والكلمات والحروف وقفات معذّبة بلهاء.
غير أنّ الوقتَ طال فدبَّ فيها اليأسُ من جديد. هذا شأن أولاد هذا الزمان ! هذا شأن المتزوّجين في هذا العصرِ المتمدّن : عبيدٌ لنسائهم.
كانت الأمّ تفكِّر في هذه الأُمور وهي متوجّهةٌ إلى غرفتها لتنام، ثم قعدت في فراشها وما كادت تلقي رأسها حتَّى سمعت هديرَ سيّارةٍ على الطّريق حبست أنفاسها ؛ فإذا البابُ يدقُّ دقات متواليّة قويّة. هذه دقّتُه إنها تعرفُ دقَّتَهُ. هكذا كان أبوه يأتي منْ قبله.
التعريف بالكاتب
توفيق يوسف عواد (1911م-1988م)، الأديب والكاتب الروائي اللبناني، وُلد في بحرصاف المتن عام 1911، وحاز على البكالوريا عام 1928. كان إتقانه للغة العربية يتيح له البدء في كتابة مقالات للصحف منذ سن الثامنة عشرة. درس في كلية القديس يوسف في بيروت، ثم واصل دراسته في مجال الحقوق في جامعة دمشق. صاحب العديد من المؤلفات الروائية والقصصية والشعرية، وتُعتبر روايته “طواحين بيروت” واحدة من أفضل مئة رواية عربية.
رحل عن عالمنا في عام 1988 نتيجة سقوط قذيفة على منزله خلال الحرب الأهلية اللبنانية.
أسئلة الفهم
من هي المرأة التي جلست أمام الموقد تنكت النار؟
- الأم هي المرأة التي جلست أمام الموقد تنكت النار.
بماذا شعرت لما نظرت إلى القميص؟
- شعرت بالحنان يغمر قلبها.
ماذا فعلت الأم إكراما لزيارة ابنها أمين؟
- ذبحت ديك دجاجاتها إكراماً لزيارة ابنها أمين.
ما لخواطر التي راودتها عند تأخر فلذة كبدها أمين؟
- عند تأخر فلذة كبدها أمين بدأت تحدث نفسها عن سبب تأخره لعل مكروها أصابه.
بم تفسر قول الكاتب “كانت الرسالة في صدرها … وقد أمسكتها مقلوبة”؟
- وضع الرسالة في صدرها يدل على حنينها وشوقها وحبها لابنها أمين، وقد أمسكتها مقلوبة يمكن أن يشير إلى القلق والتوتر الذي تعيشه الأم وخوفها على ابنها.
أثري رصيدي اللغوي
- أَدْغشت: أظْلَمَت.
- رشح المطر: قطرات المطر.
- رَشَح الجسدُ: عرِق.
- حشيّة : فراش محشو بالصوف ونحوه.
- طفقت : شرعت وبدأت.
- بلهاء: حمقاء ساذجة.
- تنكِتُ: تضربُ ، تُحرّك.
- قنديل: مصباح زيتيّ .
- هدير: صوت محرّك السّيارة.
- يغمر : يملأ.
الفكرة العامة
- قلق الأم وترقبها أثناء انتظار عودة ابنها أمين، حيث تعبر النصوص عن شوق ولهفة الأم لرؤية ابنها وقلقها الشديد لتأخره.
الأفكار الاساسية
- وصف الكاتب لحالة الأم وشعورها بالشوق واللهفة لقدوم ابنها.
- تسليط الضوء على قلق وترقب الأم أثناء انتظار عودة ابنها.
- تسليط الضوء على حالة الحيرة والقلق التي يعيشها الأم بسبب تأخر ابنها أمين في العودة.
المغزى العام من النص
- تسليط الضوء على قيمة وأهمية الأم ودورها الكبير في حياة الإنسان. يتضح أن قلب الأم يحمل قلقًا وترقبًا دائمًا لرعاية أبنائها، وعليه يجب على الإنسان أن يقدر هذا الدور ويسعى لإرضاء ورعاية أمه قدر الإمكان.
تلخيص نص في انتظار أمين
في جو من التشويق والقلق، جلست الأم أمام الموقد تقوم برعاية النار ونسج القميص بشغف. شعرت بالحنان عندما نظرت إلى القميص الذي بدأت في نسجه، حيث يستمر ابنها أمين في تذكيرها بحبه ورغم زواجه وابتعاده.
عندما غاب أمين ولم يعد في الوقت المتوقع، بدأت الأم في التفكير في أسباب تأخره وتساؤلات حول حالته ومصيره. في توتر متزايد، تخيلت إمكانية حدوث حوادث أو تأخير بسبب زوجته. رغم تأكيد أمين بأنه سيعود، إلا أن الأم أصيبت باليأس والاستياء من تأخره.
في اللحظات الأخيرة، استمعت الأم إلى صوت سيارة واستنفرت، لتجد نفسها تحتضن أملًا جديدًا. الباب يدق بقوة، وتشعر بأن دقاته تشبه دقات قلب ابنها.