تحضير درس فتح مكة للسنة الرابعة متوسط

مكانة مكة المكرمة

مكة المكرمة هي مدينة مقدسة في قلبها المسجد الحرام، الذي يُعتبر أعظم مسجد في الإسلام. يُصلى فيه مائة ألف صلاة مثلها في أي مكان آخر. تتوسط المسجد الحرام الكعبة المشرفة، التي تُعتبر قبلة المسلمين في صلواتهم وأول بيت وُضع للناس. إنها أعظم وأشرف بقعة على الأرض وأفضلها عند المسلمين، حيث يجد المسلمون الراحة والسكينة فيها، فهي بلد العبادة. من فضائل مكة أن الله اختارها لمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وبدأ فيها نزول القرآن الكريم، وبدأت دعوة الخير والحق منها. أمر الله الناس بأداء الحج إليها لمن استطاع، وأمرهم بدخولها بالتواضع والخشوع والتذلل. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أتى البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه”. إنها بلد الله الحرام، حيث لا يسفك دم فيها ولا يصاد صيد، ولا يُقطع نبات. تحتوي مكة على الحجر الأسود وهي محروسة بحفظ الله من الدجال، فلا يستطيع دخولها.

صلح الحديبية

صلح الحديبية كان تمهيدًا لفتح مكة. رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام أنه سيدخل مكة، فدعا المسلمين لأداء العمرة. خرج معه حوالي 1500 رجل إلى مكة، ولكن عندما وصلوا قرب مكة، وصلتهم أنباء بأن قريشا خرجت لمنع دخولهم. استشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، وأصروا على الدخول. أرسلت قريش سهيل بن عمرو للتفاوض، واتفقوا على صلح في مكان يسمى الحديبية. من بنود الصلح كان إيقاف الحرب لمدة عشر سنين، وعدم دخول المسلمين مكة في ذلك العام، وإذا كان هناك عام قابل خرجوا منها. هذا الصلح جلب السلام والاستقرار، ودخل كثيرون في الإسلام.

فتح مكة

عندما هاجم بنو بَكر وقريش خزاعة، المتحالفة مع المسلمين، ونقضوا معاهدة صلح الحديبية، خرج عمرو بن سالم الخزاعي إلى المدينة ليراجع الرسول صلى الله عليه وسلم. لم يتبق للرسول إلا أن ينصر حلفاءه من خزاعة ويقرر فتح مكة، برغم محاولات أبي سفيان الاعتذار عن الغدر ولكن دون جدوى. الرسول صلى الله عليه وسلم خطط للفتح وتوكل على الله في ذلك، فأمر الناس بالتجهيز وأخبرهم بأنه سيريح إلى مكة وجمع عشرة آلاف مقاتل من الصحابة وحلفاء المسلمين، دون علم قريش. توجه الجيش إلى “الظهران” بالقرب من مكة حيث نصبوا الخيام وأشعلوا النيران. دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة من أعلاها دون قتال، وتوجه إلى الحرم خاشعاً متضرعاً إلى الله، فحطم كل الأصنام الـ 360 وهو يقول: “جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا”. أمر بإخراج الآلهة من جوف الكعبة وأمر بلالاً بالأذان من فوقها، وعفا عن قريش بعد استسلامها. فتح مكة كان له أثر عميق في نفوس العرب، حيث أدى إلى دخول الكثيرين منهم في الإسلام، وأصبحوا يدخلون فيه أفواجًا، وصدق الله إذ يقول: “إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً”.

الدروس المستفادة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم خلال فتح مكة

1. الدعوة إلى الله: الغاية الرئيسية من الدعوة إلى الله هي نشر الرسالة الإسلامية، التي تشمل عقيدة التوحيد وتحرير الإنسان وتعزيز المساواة بين الناس.

2. التخطيط والتوكل: النصر يتحقق بالتمسك بأسبابه والتخطيط الجيد، مع الاعتماد الكامل على الله تعالى.
3. الثقة بالنصر: النصر يأتي من عند الله، وكان النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته متأكدين من هذا النصر. تواضع النبي عند دخوله مكة يعكس هذه الثقة.
4. العفو والتسامح: عفو النبي صلى الله عليه وسلم عن المشركين يبرز سمو خلقه الكريم، حيث عفا عنهم بعد أن حاربوه واستسلموا.
5. الشورى: التشاور واستشارة الآخرين في القرارات الهامة تعتبر صفة نبيلة ينبغي الالتزام بها، وهي جزء من خلق إسلامي نبيل.

تتجلى القيم النبيلة والحكم العميقة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم خلال فتح مكة، حيث تظهر روح التسامح والعفو والثقة بالله والاعتماد عليه، وتعزز قيم الشورى والتواضع والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.